أولادنا لا يشبهوننا
مخطئ من يعتقد أن طريقة تربية الطفل فى هذا الزمن ستكون هى نفسها التى تربينا عليها، فالتواصل مع العالم الخارجى أصبح جزءا أساسيا من نشاط أبنائنا، بل أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى هى الأكثر تأثيرا على الطفل، حيث يقضى على مواقع التواصل الاجتماعى فى الألعاب الجماعية وقتا أطول مما يقضيه مع أسرته، وهنا يظهر تحد كبير يواجه كل أم وأب.. كيف نربى أطفالنا على قيمنا وأفكارنا وتوجهاتنا مع هذا الغزو الفكرى والأخلاقى؟!
أعتقد أن هذا هو التحدى الأكبر الذى يوجهنا جميعا كآباء وأمهات، بل إنها حرب أخلاقية فكرية حقيقية نسعى فيها للحفاظ على انتماءاتنا وأخلاقنا الشرقية.
• بداية يجب أن نتعامل مع أطفالنا كأصدقاء أكثر، ففكر التوجيه المباشر والثواب والعقاب لا يجب اللجوء إليه إلا عند الضرورة، فالطفل لو لم يجدك صديقا له فإنه سيعثر بسهولة على ألف صديق غيرك، قد لا تعرف عنهم شيئاً.
• الاستماع للطفل حتى لو ارتكب خطأ، مع إعطائه الأمان، من الأمور المهمة جدا، فإذا عاقبت الطفل ستجعله يندم على مصارحتك، ولن يحكى لك شيئا آخر، مهما كان الخطأ، تجنب معاقبته فى هذه الحالة، حتى لا يخشى من التحدث معك ومصارحتك.
• لابد من تقليل عدد الساعات التى يقضيها أطفالنا على النت وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، وهذا العالم الافتراضى الفوضوى الذى يفتقد الكثير من قيمنا علينا جميعا أن نبعد أطفالنا عنه قدر المستطاع.
• أوجد عوامل جذب للطفل فى عالمنا الحقيقى، فالنشاط الرياضى وممارسة الهوايات وتنميتها أمر مهم جدا لتحقيق ذلك.
• سيكون من المفيد التوجيه غير المباشر لطفلك ولابنك المراهق، شاركه بعض الأوقات التى يقضيها على مواقع التواصل الاجتماعى والألعاب الجماعية، وأبد رأيك فيما تشاهد، ليستطيع أن يميز ويقيم الأشياء بشكل صحيح، فالاعتراض على تصرفات البعض على مواقع التواصل الاجتماعى سواء كانت الملابس، طريقة الكلام، الألفاظ المستخدمة، وغيرها، أمر مهم جدا حتى يستطيع الطفل أن يقيم ما يشاهد، فيتحول إعجابه بالبعض إلى نقد لتصرفاتهم المبتذلة وغير اللائقة.
• من المهم أيضاً إطلاع ابنك على تعرض البعض للمساءلة القانونية وتقديمهم للمحاكمة نتيجة لما نشروه على مواقع التواصل الاجتماعى، ليكون على علم بأن ما يعرض على مواقع التواصل الاجتماعى يخضع لطائلة القانون، وأن الأمر ليس لعبة أو مزحة.
• الوازع الدينى دائما هو المحرك الأكبر لتصرفاتنا، ولا بد من اللجوء إليه والتأكيد عليه، حتى لا يقع أولادنا فريسة للتسيب الأخلاقى الذى غزا السوشيال ميديا.